السبت، 28 مايو 2011

سبب حبي


_1_~1.JPG




أمرت بتكليف أن أكتب عن موضوع معين ..



اعتقدت في بداية الأمر أني سأكتبه بكل سلاسة وسأنتهي منه دون أن أقضي وقت يذكر في كتابته ..



لكني اكتشت أني بمجرد أن وضعت يدي على لوحة مفاتيح الكمبيوتر..


بدأ قلبي يخفق أكثر ..


بدأت أتوتر..


يا إلهي ما هذا اللي حل بي ..

فقد كنت للتو في أتم حالة من الإسترخاء..


نعم..


كيف لي أن لا أشعر كذلك؟


وقد طلب مني أن أكتب عن سبب حبي في هذا الوجود..



سبب حبي للذي خلقني ورعاني..



للذي اصطفاني من هذا العالم كله لأكون ما أنا عليه الآن..



أعطاني من النعم التي لا أكاد أغمض عيني إلا وأجد هذه النعم تتكاثر كالجراد من حولي..



شرفني بأن أكون من حملة راية دعوته ..


إختارني لأولد وأنا مســـلمة ..




لأي سبب أحبك يا ترى ؟ أم ما الذي يجعلنتي لا أحبك ؟



في كل يوم جديد أجد لطفه قد أحاط بي..



أعصيه فيستر علي..



لا أجعله خياري الأول في التخيير .. فيسهل لي ويفتح علي..



ومازلت أقصر في واجباتي نحوه .. فكان موقفه أنه مازال منانا علي ومنعما..


وعندما أقف لأتمل معنى هذا الحب.. هل أنا على مقدار هذه الكلمة؟


هل أحبه فعلا؟ هل ملأ قلبي حبه ؟


هل تمكن هذا الحب من قلبي ليرفض أي حب آخر مشوّه قد يحاول الدخول إليه؟


لو كان حبك صادقا لأطعته ** إن المحب لمن يحب مطيع..



اللهم قدّرنا على نعمل أن بحب يقربنا إليك..



بقلم العضوة: طيبة العبدالجليل

الخميس، 12 مايو 2011

صدى الحق




الإنسان يحب ما يألف و يألف ما تعود عليه،،

فمن ظن أنه إن أتى بفكرة جديدة أو أسلوب جديد سيفرش له طريق التغيير بالورد منذ البداية، فليراجع حساباته.. الصراع من أجل الحق صراع منذ الأزل.. و تختلف أحجام و آفاق هذه الصراعات.. فمنها ما يكون على المستوى الشخصي، و منها ما قد يتضخم حتى يبلغ صداها المستوى العالمي... و من هذه الصراعات ما قد ربحتها قوى الخير و منها ما لم تزل تناضل من أجلها..

فلنأخذ على سبيل المثال الثورات بدءا بثورة تونس و انتهاء عند ثورة سوريا، و أمامنا أيضا الانتفاضة الثالثة لتحرير فلسطين و غيرها الكثير من النضالات لكسر أصفاد الظلم و الاستبداد و الاضطهاد.. و إظهار كلمة الحق.. السؤال هنا: ما هو الحق؟ من الذي يستطيع أن يظهره؟ و كيف؟ و ما هو موقف ديننا الحنيف من كل هذاالحق حق وإن أحيط بالأشواك و الباطل باطل و إن وافق الأهواء.. الإنسان بفطرته يعرف الحق من الباطل و لكن أبواه -أو الإعلام في هذا العصر- إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.. فيغسلون مخه إن لم يكن من ذوي الفطنة و الوعي حتى يكبر و هو لا يدري أشر ما يرى أمامه أم خير.. و لكن و لكن ولكن.. حتى بعد غسيل المخ.. تبقى آثار الفطرة موجودة.. تستهجن المنكر و تحن للخير.. تنتظر من يظهر لها الحق حتى تتبعه..و الحق لا يظهره إلا من يمتلك الأسلوب المناسب و الإيمان القوي بالرسالة المراد توصيلها.. و لكن ما الأسلوب و القناعة دون شجاعة و جرأة للتبليغ و مواجهة أعاصير الباطل بدروع الحجة و اليقين ؟!..

فلنتدبر حكم سيدنا لقمان لابنه حين قال له: " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿31/17" يا ترى... لماذا أتبعت الصلاة بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟ و لماذا أتبع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالصبر الصلاة عمود الدين.. و جاء بعدها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟؟.. هذه رسالة ربانية من الله - سبحانه و تعالى- للعباد على لسان لقمان تبين لنا في أي مرتبة تقع أهمية إظهار الحق و إبطال الباطل ..طيب.. و ما سر إتباع هذا الأمر بالصبر؟! إن سيدنا لقمان فقه أن طريق الحق ليس طريقا سهلا و أنه يحتاج إلى جرأة.. و أن من مشي فيه لقي من المواجهة و الأذى ما قد يخاف أو يسأم الإنسان منه.. فأوصاه بالصبر على ذلك الأذى..


و أيضاً يقول تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ..."ياااه.. يا الله ما هي صفات هذا القوم؟ نريد أن نكون منهم يا رب..كمل قوله تعالى: "1- أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ..2- أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ..3- يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ..4- وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿5/54"يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم".. أليست تلك هي الجرأة؟؟ بلى. تلك هي الجرأة المنشودة! الجرأة من أجل الله – سبحانه -.. الجرأة من أجل الحق التي تأتي مصاحبة للاعتصام بحبل الله إذ أن النصر هو من عنده وحده.


و لا ننسى حبيبنا محمد -صلى الله عليه و سلم- حين حمل هم الرسالة.. فقال له رب العزة في بداية سورة الأعراف:
"المص ﴿7/1كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿7/2
"لا يكن في صدرك حرج".. أي لا يضيق صدرك تبليغه مخافة أن يكذبوك أو مخافة تقصيرك في حمله.. انظروا كيف يربي الله -عز و جل- هادي الأمم-عليه أزكى الصلاة و التسليم- على الجرأة في الحق..


لا تخافي يا أمة محمد فالحق معك..لا تخافي فقد آن الأوان بعد طول انتظار أن نعود لنكون خير أمة أخرجت للناس.. تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر!لا حجة اليوم بل و كل يوم لمن يكتم الحق! فقد تعددت الوسائل و الطرق لإبداء الآراء و تحريك الشعوب مع الصواب و ضد المنكر
قيل في الشجاعة أنها الاستعداد لتحمل ألم أسوأ الاحتمالات.. و قيل في الجرأة أن الفرق بينها و بين الخوف أن نخطو الخطوة الأولى.. لن أحصر تفكيركم في ما أراه أنا من وسائل فعالة لإظهار الحق.. فكل في مجاله يبدع و يتخذ تلك الخطوة الأولى.. المهم أن لا نخاف و لا نركن بينما أهل الباطل متحركون..


و أختم بأبيات من ملحمة الابتلاء للعلامة و الشيخ د. يوسف القرضاوي يقول فيها:


ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي ** بالسـوط ضــع عـنـقـي عـلــى السـكّـيـن

لـن تستطيـع حصـار فكـري ساعـةً ** أو نــزع إيمـانـي ونـــور يقـيـنـي

فالنور في قلبي وقلبـي فـي يـديْ ** ربّـي وربّـــي نـاصــري ومـعـيـنـي

سأعيش معتصماً بحبـل عقيدتـي ** و أمـوت مبـتـسـمـاً لـيـحـيـا ديــنـــي


دمتم بود و سلام،،

بقلم العضوة :بسمة الوهيب